|
|
المحتويات |
|
|
|
|
Vol.3 المجلد الثاالث
>
العدد الأول 30 أبريل 2018 |
|
|
|
|
|
|
إسهامات "محمد أحمد العزب" في النقد العربي القديم قضية "التحرر والالتزام" نموذجًا |
|
PP: 0 |
|
Author(s) |
|
محمد فوزي مصطفى,
|
|
Abstract |
|
هذه دراسة في قضية "التحرر والالتزام". وهي قضية من القضايا النقدية، التي رصدها وصنّفها الدكتور محمد أحمد العزب، في مؤلفاته النقدية، وعلى وجه التحديد في كتابه "قضايا نقد الشعر في التراث العربي". وقد أسهم بموقفه النقدي من هذه القضية، من خلال ما قدَّمه كبار نقاد الشعر القدامى، ومنهم: ابن سلام في "طبقات فحول الشعراء"، والجاحظ في "الحيوان"، وابن قتيبة في "الشعر والشعراء" .. وغيرهم من نقاد أثروا التراث النقدي بمقولاتهم النقدية الثرَّة.
وحاول الباحث أن يرصد ما قدَّمه هؤلاء النقاد وغيرهم للقضية محلَّ الدراسة، ومعرفة رؤيتهم لها. وهل ثمة تشابه بينهم أم أن لكل ناقد رؤية مغايرة؟ وما إسهامات العزب في القضية، عندما رصدها وصنّفها وأدلى برؤيته النقدية؟ وكيف استطاع أن يقدم خطابًا نقديًّا حديثًا، يستمد ركائزه وهويته من المقولات النقدية التراثية؟
آمل أن يوفق الباحث في الكشف عن إسهامات العزب في نقد النقد، التي أرى أنها أضافت للمكتبة النقدية تراثًا نقديًّا يضاف إلى تراث كبار النقاد العرب. خاصة أن هذه القضية الخطيرة اختلفت حولها الرؤى قديمًا وحديثًا ـ تبعًا لروافد كل ناقد ـ لكن ما يعني الباحث أن يتناولها مع العزب، بكل منهجية علمية مؤسسة، منبثقة من رؤية عربية معتدلة، مع الاستئناس بمقولات نقدية ساهمت في القضية، ثم أضافت إلى نظرية النقد داخل المؤسسة النقدية العربية، كل ما يُحقق لها هويتها العربية الأصيلة، وخصائصها التي تنماز بها عن غيرها من تيارات نقدية.
ومن أهم النتائج التي توصَّل إليها الباحث بإيجاز:
اتخاذ الرؤية النقدية للعزب والنقاد العرب، مقاييس الفن شرطًا رئيسًاـ بكل ما تحمل الرؤية من تحررـ للتعامل مع النص الشعري، وليس مع الشاعر. وظهر هذا بوضوح في مقولاتهم النقدية، ووضّح العزب موقفه النقدي من مقولة الأصمعي "الشعر نكد بابه الشر" بكل دقة. ورأى الباحث أن أعلى مستويات الجودة الفنية للنص الشعري، تتوافر في حالتي التوازن والانسجام بين الجمال والجلال، فهما كجناحي طائرلا يستغني أحدهما عن الآخر.
ومقولة "الصولي" في معرض دفاعه عن شاعره "أبي تمام"، عندما اتهموه بالكفر/ ماظننتُ أن كُفرًا يَنقص من شعر، ولا أن إيمانًا يزيد فيه0ثم اتخذ منهج القياس في تدعيم نظريته. وقد تفاعل العزب مع المقولة، وأعلن رأيه النقدي بكل دقة. فرأى أن قضية الكفر والإيمان قضية اعتقادية، وقضية الشعر يُحكم عليها محاكمة فنية؛ لأنها إبداع0
تدلُّ مقولة "القاضي الجرجاني" / والدين بمعزل عن الشعر0 في معرض دفاعه عن المتنبي، على قمة النشاط النقدي في القرن الرابع، حيث تمَّ تنحيت المقاييس الخارجية، والالتزامات الجمعية، والأيديولوجية ومن ثم أخذت المعايير الفنية مكانها الطبعي في العملية النقدية0 وتداخل العزب مع القاضي، ورأى أن عبقرية الإبداع الفني، تعطي أجمل الأشكال، وأنه من الإنصاف الحكم على النص بحيادية بعيدًا عن الالتزامات والأهواء. وأن من الخطورة خلط الدين بالشعر ـ مثلما أسهم العزب ـ على أساس أن الدين بذاته لا يصنع شاعرًا، والشعر لا يصنع رجل دين0
|
|
|
|
|
|