|
|
المحتويات |
|
|
|
|
Vol.3 المجلد الثاالث
>
العدد الأول 30 أبريل 2018 |
|
|
|
|
|
|
التجذر في الشعر الجاهلي بين النسق والنسق المضاد |
|
PP: 0 |
|
Author(s) |
|
نهى حمدي أحمد إبراهيم,
|
|
Abstract |
|
يعد الشعر الجاهلي الرحم الذي تحدرت منه صورة المجتمع في العصر الجاهلي، والذي أماط بدوره اللثام عن طبيعة العصر، وما يعتوره من همومٍ وثالب، وما يميزه من قيمٍ إيجابيةٍ اتصف بها الإنسانُ الجاهليُّ. ومن ثم، فقد انطلقت تلك الأشعار الجاهلية لتؤطر بقوةٍ سمت فرادته وجدارته.
ولعل البحث في أنساق التجذر في الشعر الجاهلي يكرس للقيم، ويبين بدوره تلك الأنساق الثقافية التي انخرط في سلكها هذا المجتمع، ويوضح مسلك الجاهلي في حياته، وطرائق تفكيره، ومشكلاته التي جابهها، وقضاياه الوجودية التي عاناها.
ومن ثم، فإن إشكالية البحث تتلخص في رصد أهم تلك الأنساق المعارضة لتلك المفاهيم، والمناهضة لأهم أسس التجذر، وكيف تعامل معها الجاهلي، وكيف عبر عنها.
وسيعرج البحث على درس التجذر في الشعر الجاهلي انطلاقًا من تلك الأسس النظرية لهذا المفهوم التي اختطتها الفيلسوفة الفرنسية الشهيرة "سيمون فايل" في واحدٍ من أهم أعمالها، وهو " التجذر: تمهيد لإعلان الواجبات تجاه الكائن الإنساني"، والذي حددت فيه جملةً من الحاجات الضرورية للنفس التي لا حياة لها دونها، وتلخصت تلك الحاجات النفسية في النظام، والحرية، والطاعة، والمسؤولية، والمساواة، والتراتبية، والشرف، والعقاب، وحرية الرأي، والأمن، والمجازفة، والملكية الخاصة، والملكية الجماعية. إن الخلل الذي يعتور وجود تلك الحاجات النفسية يؤدي في نهاية المطاف إلى ظهور عوارٍ واضحس في بنية المجتمع بأسره، فالتجذر يعد خصيصةً رئيسةً، وضمانةص فاعلةً لاستقرار الإنسان. وتحاول تلك القراءة أن تخلص إلى استنباط تلك الأنساق الأخرى التي تجذرت بدورها في حياة الإنسان الجاهلي، وتبدت من خلال ديوان العرب إلى جانب تلك الأنساق التي أرستها "سيمون فايل"، والوقوف على تجليات التجذر بمستوياته المتعددة، ورصد أهم عتبات المفارقة بين الأنساق، ومحطات التغيير الجذري فيها، وأثر ذلك التغيير في الإنسان الجاهلي.
ويسعى البحث إلى تجاوز عنصر التوصيف لأنساق التجذر التي اعتملت في الشعر الجاهلي؛ ليقدم فضاءً أرحب وأشمل ليعيد بدوره بناء الصورة الكاملة لذلك الإبداع الأدبي. الأمر الذي يقف بالدرس الأدبي والنقدي على آفاقٍ من النظرة الشمولية الفاحصة، فتوجد بدورها حزمةً من الوشائج بين الماضي والحاضر، وتخلق لحمة من الاتصال بين أنساق العصر الحديث وسابقه الجاهلي.
|
|
|
|
|
|