|
|
المحتويات |
|
|
|
|
Vol.3 المجلد الثاالث
>
العدد الأول 30 أبريل 2018 |
|
|
|
|
|
|
مَلامِحُ الفَلْسَفَةِ الوُجُودِيَّة فِي شِعْرِ مَحْمُود دَرْوِيش: قِرَاءة فِي ضَوءِ النَّقْدِ الثَّقَافِيّ |
|
PP: 0 |
|
Author(s) |
|
مُحَمَّد مَحْمُود أَبُو عَلِيّ,
|
|
Abstract |
|
يتناول هذا البحث (مَلامِحُ الفَلْسَفَةِ الوُجُودِيَّة فِي شِعْرِ مَحْمُود دَرْوِيش؛ قِرَاءة فِي ضَوءِ النَّقْدِ الثَّقَافِيّ) ، وقد اختلف الفلاسفة اختلافًا كبيرًا في وضعِ تعريفٍ جامعٍ للوُجُودِيَّة على تنوع توجهاتها، وانقسموا فيما بينهم، ولكنهم اتَّفَقُوا على أنَّ الوُجُودِيَّةَ مَذْهَبٌ في الوُجُود يقوم على مبدأ أن وُجُودَ الإنسانِ هو ما يفعله؛ فأفعال الإنسان هي التي تُحَدِّد وُجُوده. فهي - إذًا - فلسفةٌ تُعْنَى بِكُلِّ مَوجُودٍ عَينِيّ، بِوَصْفِها شكلاً من أشكال الواقعيَّة المحسوسة، البعيدة عن التَّجْرِيد، وهي أُسْلُوبٌ فِي التَّفَلْسُف، يَرْتَبِطُ ارتباطًا وثيقًا بالأدب ؛ لأنَّ بعض فلاسفة الوُجُودِيَّة اتخذوا من نُصُوص الأدب وسيلةً للتعبير عن فلسفاتهم الوُجُودِيَّة. ومِنْ ثَمَّ عَدَّ كَثِيرٌ مِنْ الفلاسفة الوُجُودِيينَ الوُجُودِيَّة مَذْهَبًا مِنَ المَذَاهِب الأَدَبِيَّة؛ لأنَّ الأدبَ - من وجهة نظرهم - انعكاسٌ وُجُودِيّ.
وقد ظَهَرَ هذا الانعكاس الوُجُودِيّ - بِشَكْلٍ جَلِيّ - في شعر مَحْمُود دَرْوِيش على وجه الخُصُوص؛ لِمَا مَرَّ به من مُؤَثِّرَاتٍ خَارِجِيَّة تتعلق بنشأته؛ فهو الطِّفْلُ المُهَجَّر عن أرضه، والصَّبِيّ اللاجِئ، والشابّ الطَّمُوح الموقوف في بلده، والمسجون بين جُدُر سِجْن المحتل بلا هُوِيَّة؛ مِمَّا أَهَّلَهُ لأَنْ يَكُونَ شَاعِرًا وُجُودِيًّا. ويُعْنَى هذه البحث برصد مَلامِح الفَلْسَفَةِ الوُجُودِيَّة التي ظهرت - بوضوحٍ - فِي شِعْرِ مَحْمُود دَرْوِيش. وقد تَضَمَّنَ تمهيدًا وثلاثة مباحث وخاتمة، ورَصَدَ التمهيد الأَدَب الوُجُودِيّ، ووَضَّحَ سبب اختيار محمود درويش - دون غيره من الشعراء - موضوعًا للبحث.
وكان عنوان المَبْحَثُ الأَوَّلُ: (مَحْمُود دَرْوِيش يَصْنَعُ عَالَمَهُ بِنَفْسِهِ)؛ حيث عَبَّرَ - كغيره من الوجوديينَ - عن كون الوُجُود يَسْبِقُ المَاهِيَّة، واتَّضَحَ أنَّ ذاتَه الواعية تُمَثِّلُ جَوهَرَهُ المُمْتَدّ في كُلِّ كِتَابَاتِهِ، وعَالَجَ المَبْحَثُ الثَّانِي: جَدَلِيَّة الذَّاتِ وَالآخَرِ عِنْدَ مَحْمُود دَرْوِيش، وعَرَضَ الصراع والتنازُع بين الذات والمجموع في شعره، ورَصَدَ المَبْحَثُ الثَّالِثُ: جَدَلِيَّة الوُجُودِ وَالعَدَمِ عِنْدَ مَحْمُودِ دَرْوِيش، وفيه: انْعِدَامُ اليَقِين، والإِيمَانُ بِالحَيَاةِ، ومُقَاوَمَةُ العَدَمِ.
وقد اعْتَمَدْتُ فِي البَحْثِ على القراءة النصيَّة الثقافيَّة المقارنة، إِنْ جَازَ التَّعْبِير، من خلال النظر للوُجُودِيَّة بوصفها فلسفةً مُتَمَرِّدَة، وتَتَبُّع مدى ظهورها في كتابات الأدباء الغَرْبِيينَ والعَرَب، مُبَيِّنًا الأنساق المُضْمَرَة في شعر محمود درويش، ومدى تَأَثُّرِهِ بالآخرين، وتَمَيُّزه من كثيرٍ مِنْ شُعَرَاء العَرَب.
|
|
|
|
|
|