|
|
المحتويات |
|
|
|
|
Vol.5 المجلد الخامس
>
العدد الأول 30 أبريل 2020 |
|
|
|
|
|
|
الخطاب الدّيني وإشكالية القراءة عند محمّد أركون ونصر حامد أبو زيد -دراسة وصفية نقدية- |
|
PP: 245-260 |
|
Author(s) |
|
د. فاطيمــــــــــة فــــــــــــــارز,
|
|
Abstract |
|
لقد قدّم العرب القدامى الكثير من الدّراسات اللّغوية والبلاغية ذات الصّلة الوثيقة بالقرآن الكريم، كما أسهم الفقهاء وعلماء التّفسير في وضع قراءات خدمة له؛ وقد كان أيضا محل درس من قبل المفكرين المعاصرين وشريحة من المثقّفين؛ إذ أخذ الخطاب الدّيني - بوصفه جملة من المقاصد والتّعاليم التّي ترتبط بالرّسالة المحمدية وبأبعاد الأمّة الإسلامية - مساحة كبيرة وحيّزا شاسعا واسعا من الدّراسات؛ فقد عكف المفكّرون على قراءته وشرحه وانشغلوا بفهمه وتمحيصه وذلك بإسقاط المناهج اللّسانية التّي استعاروها من الحضارة الغربية بحجة التّقاعس الفكري والخمول الحضاري الذّي شهده الفكر العربي وبغية تحقيق التّطوّر واللّحاق بركب الحضارة؛ إلّا أنّ تفسيرهم وتأويلهم له مباين وخارج عن المعهود نظرا لتأثرهم بالحضارة الغربية ومحاولة نقلها إلى المجتمع العربي، ولكونه مبتورا من سياقاته الإسلامية وأحكامه الدّينية وقواعده الشّرعية.
فالمتتبع لهذا الزّخم الهائل من المفاهيم المعرفية والأفكار التّجديدية والتّي أضحت تعصف بمبادئ الخطاب الدّيني وثوابته يجد كلا من: محمّد أركون و نصر حامد أبو زيد، وجملة من كتبهما وخطاباتهما ذات الصّبغة العلمانية والتيّ تنمّ عن تلك الاندفاعات في محاولات ورؤى لم تأت بجديد، بل ذهبا بها للطّعن في كتاب الله وأرادا أن يؤولا القرآن الكريم بتلك الخلفية الفلسفية المغاير، واعتماد المناهج والآليات الحديثة والمعاصرة ومنها ما لا يتوافق مع رؤى أخرى في دراسات الشّريعة الإسلامية.
ولذلك سنحاول في هذه الورقة البحثية أن نسلّط الضّوء على أهمّ المبادئ الأساسية والأسس الإبستيمولوجية لهذه المنظومة الفكريّة التّي ترى أنّه لاحرج البتة في تبني مناهج حداثية لقراءة القرآن الكريم وإكسابه مقوّمات التّكيّف مع العصر ومستجداته والانفتاح عليه والاندماج فيه، وتحليله وفق الأوضاع التّي تعيشها المجتمعات الإسلامية المعاصرة وتتماشى مع احتياجاتهم وتتفاعل مع واقعهم المتغيّر، وتدعو إلى التّخلي عن القراءة التّقليدية والحفر في المسكوت عنه.
|
|
|
|
|
|