|
|
المحتويات |
|
|
|
|
Vol.5 المجلد الخامس
>
العدد الأول 30 أبريل 2020 |
|
|
|
|
|
|
افتتاحية العدد |
|
PP: 0 |
|
Author(s) |
|
أ.د. محمد مصطفي أبو شوارب,
|
|
Abstract |
|
حينما تكون الظاهرة اللغوية في تجلياتها المتعددة وأشكال حضورها المختلفة عبر النصوص، هي
مقصد البحث وغايته فإن من الحتم ي أن تنفتح دراس ت ها على آفاق فسيحة من الرؤى والتصورات، وأن -
تتسع لتجريب ممكنات المناهج المتنوعة، وأن تصبح الدراسة ا على
ا
صادق
ا
في ذاتها مثلً التداخلًت البينية
والتفاعلًت المشتركة بين العلوم والمعا رف، بما يجعلها في كثير من الأحيان، عص ي ة على التصنيف الحاسم
إلى حيز حقل علم ي أو معرف ي بذاته؛ لأنها ببساطة شديدة ستحظى حينئذٍ بحالة تماهٍ حقيق ي مع الظاهرة
اللغوية التي تتأبى بطبيعتها على الالتزام الصارم بالأطر والحدود التي يقتضيها الإخلًص للمنهج وتطويبه
وتقديس نقاوته، ولأنها بوضوح أش د لن تكون محض محاولة لتطبيق منهجٍ ما، بكل ما له من ركائز
ومقولات وإجراءات على الظاهرة اللغوية من خلًل بروزها عبر ن ص أو مجموعة من النصوص بقدر ما
ستكون محاولة لفهم هذه الظاهرة في حضورها النص ي واكتشاف طاقاتها وإمكاناتها وقدرتها على التفاعل
والتأثير.
إن التركيز على الانشغال باللغة والانصراف إلى الاحتفاء بظواهرها خطوة واجبة على طريق العودة
بالدراسات اللغوية في حدودها القصوى ، إلى وضعها الطبيع ي الذي توظف فيه المناهج للعناية بالنصوص
الإبداعية والاستعمالية على حد السواء، بعي ا دا عن النظر إلى هذه النصوص على أنها مجرد مدونات لا
غاية لها سوى تجريب المنهج وتأكيد نجاعته. فلست أظن أن كل ما أنفقه الفكر الإنسان ي من جهود هائلة
على صعيد التنظير كان غاية في حد ذاته، بل هو في حقيقته، حسبما أتصور محاولة لترسيم طرائق
اكتشاف الظواهر واستكناهها وفهم مفرداتها واستيعاب أبعادها.
وفي اعتقادي أن هذ المنطق في النظر إلى العلًقة بين نصوص اللغة وظواهرها من جهة، ومناهج
دراستها وأدوات بحثها من جهة أخرى مفضٍ بلً شك إلى الإيمان بمشروعية الدرس البين ي وحتميته في –
سبيل إدراك النصوص وتفسيرها وتحليلها وتأويلها.
وربما كان ما دفعني إلى تلك التوطئة الجدلية التي تحاول الإلماع إلى تقديم وجهة نظر راسخة في
قناعتي حول تنظيم العلًقة بين النص والمنهج وتحديد أولوياتها هو أن معظم الدراسات الجادة المعمقة
التي أسهمت في هذا العدد من مجلة "سياقات"، تهدف إلى الانشغال بالظواهر اللغوية في تجلياتها
المختلفة، وتتوسل في سبيل ذلك بما يمكن أن يتاح لها من مناهج وأدوات وآليات تمنحها القدرة على
الإمساك بتلك الظواهر وتنويرها وفق رؤية كل دراسة وهدفها وتصورها. |
|
|
|
|
|