|
|
المحتويات |
|
|
|
|
Vol.4 المجلد الرابع
>
العدد الأول 30 أبريل 2019 |
|
|
|
|
|
|
الصراع الحضاري في رواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح - قراءة في وصم البشرة السوداء - |
|
PP: 336-350 |
|
Author(s) |
|
د. أحلام معمري,
|
|
Abstract |
|
تناولت الرواية العربية ظاهرة الوصم بشتى أنواعه بحسب الموضوعات الاجتماعية والنفسية التي يعيشها المواطن العربي تبعا للتطورات الحضارية الحاصلة فاختلفت أشكاله في الرواية. واخترت أن أتحدث عن نوع من الوصم ميز الرواية وهو عقدة الأنا والآخر التي ظهرت في الرواية العربية لأنطلق في دراستي لصراع الأنا والآخر في الخطاب الروائي عند الطيب صالح في روايته "موسم الهجرة إلى الشمال"، التي تعد من بين أهم الروايات التي تهتم بالصراع بين الشرق والغرب، و ذلك لكونها أثارت جملة من القضايا الهامة كقضية الهجرة و فقدان الهوية و رفض الآخر، فالرواية تتأسس في مجملها على التقابل بين الأنا و الآخر، حيث يرمز الآخر إلى ثقافة الغرب و حضارته التي تجد أبرز تجسيداتها في المرأة الغربية وما تختزله من قيم. إن المرأة هي المعيار الذي يتم عبره معاينة البعد الحضاري الإنساني، لذلك نجد الخطاب الروائي عند الطيب صالح يستحضر الحضارة الغربية والحضارة الشرقية ويقيم تقابلا بينهما بتوظيف هذا المعيار، ليثير من خلال هذا التقابل إشكال الهوية بوصفه إشكالا محددا للإنسان السوداني ومشخصا لوعيه بذاته ووعيه أيضا باختلافه. إن هذا الوعي يجد امتداده في موقفه من حضارة الغرب الذي يختزل موقف الرفض، وذلك من خلال فعل قتل المرأة الذي يمارسه مصطفى سعيد مثلا في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، وتقع الرواية في قائمة الروايات التي تتناول قضية تلاقي الشرق بالغرب، فهي تتناول شخصية سودانية متفوقة تسافر إلى لندن وتتميز في الدراسة لكنها تحمل جانبًا عنيفًا ضد أوروبا التي احتلّت الشرق واستغلت ثرواته. يلاحظ "رجاء نقّاش" أن العنف زائد في هذه الرواية عن باقي الروايات الأخرى ويرجعه لعنصرية أوروبا ضد البشرة السوداء.
تتلخص الاستراتيجية الموجهة لهذه الورقة في محاولة موضعة الخطاب الروائي عند الطيب صالح في إطاره العام باعتباره يشكل حلقة في سلسلة الروايات التي لمست إشكال الصراع الحضاري وحاولت أن تقدمه في قالب روائي مبني على رصد العلاقة بين الشرق والغرب أو الشمال والجنوب. إن هذا التمثل لثنائية الأنا والآخر نجده في روايات عديدة اهتمت بإثارة صدام الحضارات ونقل رؤية حضارية معينة مرتكزها فضاءين متقابلين وما يختزلانه من مفارقات عديدة بين مقومات الغرب والشرق، من نحو رواية "شرق المتوسط" لعبد الرحمن منيف و"عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم و"قنديل أم هاشم" ليحيى حقي و"الأيام" لطه حسين وغيرها. سنحاول تحقيقا لهذه الاستراتيجية التركيز على كشف عنف الصراع القائم بين البشرة السوداء والبشرة البيضاء للحديث عن نوع آخر من الكتابة أخذ يشكل ظاهرة في حد ذاتها وصمت الرواية وهو ما يسمى بأدب الزنوج أو الأدب الافريقي وغير ذلك من تسميات ترتبط كلها بالبشرة السوداء، شكلت وصما وإحساسا عرقيا دونيا بالأنا، متتبعة في ذلك المنهج النفسي والتاريخي لتحليل الظاهرة.
|
|
|
|
|
|