|
|
المحتويات |
|
|
|
|
Vol.4 المجلد الرابع
>
العدد الأول 30 أبريل 2019 |
|
|
|
|
|
|
اللغـــة والعـلم وتدويـــــر العـلم في ضوء القرآن الكريم |
|
PP: 301-316 |
|
Author(s) |
|
د. مفرح السيد سعفان,
|
|
Abstract |
|
يحاول هذا البحث دراسة العلاقة بين اللغة والعلم، للوقوف على مدى تأثير اللغة في تحقيق التقدم في مسيرة العلم الإنساني، وذلك في ضوء القرآن الكريم. وهو يتألف من مبحثين اثنين. يتناول الأول اللغة والعلم والغاية منهما في ضوء القرآن الكريم، ويتناول الثاني أثر اللغة في تدوير العلم الإنساني.
فاللغة في القرآن ليست مجرد ظاهرة إنسانية، بل هي منظومة كونية عظمى تسعى إلى تحقيق الانسجام والتواصل بين الكون المخلوق بجميع كائناته وخالقه سبحانه، ولذلك فهي سر حياة الكون كما أن الروح هي سر حياة الجسد. وللعلم في القرآن نظرية كبرى تبين حقيقته وأهميته والغاية منه.
وللغة الإنسانية - بعناصرها الثلاثة المنطوق والمكتوب والمقروء – دور عظيم في تقدم مسيرة العلم الإنساني، فلولا التدوير اللغوي للعلم بين المكتوب والمقروء على مر الزمان لما تقدمت مسيرة العلم الإنساني خطوة واحدة.
فبالمنطوق يعبِّر الإنسان عن علمه وفكره وآرائه التي يفرزها العقل الإنساني، ولكن هذا العلم المنطوق يموت بموت صاحبه، إلا إذا تم تدوينه في العنصر المكتوب، فإنه بذلك يُحفظ من الضياع، ويبقى على مر الزمان، لتقرأه الأجيال التالية، وليُعملوا فيه فكرهم، ثم يضيف الأبناء والأحفاد إلى ما سطره الآباء والأجداد في العنصر المكتوب، ليتراكم في هذا العنصر المكتوب جميع الموروث العلمي والفكري والثقافي للإنسان على مر الزمان، وبذلك يتم التدوير اللغوي للعلم بين الأجيال، من المنطوق إلى المكتوب إلى المقروء، ثم إلى المكتوب تارة أخرى، ومن ثم فالمكتوب والمقروء يمثلان قطبي الدائرة اللانهائية للعلم عبر الأجيال، والمكتوب بمثابة القطب الموجب، والمقروء بمثابة القطب السالب، ويبنهما يدور العلم دورته اللانهائية والتي لا تتوقف على مر الزمان.
ويتسم هذا التدوير اللغوي للعلم بأنه أبدي يتخطى حاجز المكان والزمان عن طريق الترجمة، كما يتسم بكونه لانهائيا في كل اتجاه، فيتجه اتجاها رأسيا فيتوغل ويتعمق في العلم من التخصص العام إلى التخصص الدقيق إلى الأدق، ويتجه أفقيا فيُنتج ما لا حصر له من العلوم البينية التي تربط بين فروع العلم المختلفة. وهكذا تسهم اللغة الإنسانية إسهاما عظيما في تقدم مسيرة العلم الإنساني، فلولا هذه اللغة لما كان للإنسان علم ولا تاريخ ولا حضارة. وعليه فإنه إذا كان هناك من فضل لأحد في تحقيق هذه الثورة المعلوماتية التي يشهدها الإنسان في زمنه هذا فليس إلا لهذه اللغة الإنسانية العظيمة بعناصرها الثلاثة: المنطوق والمكتوب والمقروء. وهذا كله يمكن أن نفهمه من أول آيات نزلت من القرآن الكريم، وهي قول الحق سبحانه: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ (العلق:96/1-5).
|
|
|
|
|
|