|
|
المحتويات |
|
|
|
|
Vol.2 المجلد الثانى
>
العدد السادس ٣١ - ٨ - ٢٠١٧ |
|
|
|
|
|
|
ديناميكية اللفظ القرآني وأثرها في توليد الدلالة |
|
PP: 0 |
|
Author(s) |
|
أ.م.د. محمد ياسين الشكري,
|
|
Abstract |
|
قد يحمل العنوان نوعا من الغرابة ، إلاّ أننا نقول : إنّ المراد من هذا العنوان هو حركية اللفظ - التغيرات التي تطرأ على اللفظ -، أي بيان المساحة اللغوية التي يمكن للفظ أن يعمل فيها وتكون دلالاته متنوعة بحسب المقام الذي يرد فيه اللفظ، وفي ضوء هذا نقول: إنّ التعبير القرآني يتميز باستعماله الرائع للألفاظ التي ترد فيه، فمن المتابعة الدقيقة للألفاظ القرآنية يلحظ أن القرآن الكريم يستعمل كل لفظ في ضوء المقام الذي يرد فيه تبعا لماهية اللفظ القرآني، واللفظ القرآني يمتاز بديناميكية خاصة به في استعمالاته، والديناميكية تعني الحركية، والحركية تعني التغيير، والتغيير متعدد الاتجاهات، فمنه التغيير في الصيغة (الهيأة)، ومنه التغيير في الحركة، ومنه التغيير في الاسلوب (الموضع - التقديم والتأخير - الحذف، وغيرها)، والتغيير ينتج عن الاختيار، أي إنّ اللفظ القرآني يخضع للتغيير عن طريق الاختيار، والاختيار وجه من الوجوه البلاغية، وهو وجه مهم حيث يؤدي أثراً كبيرا في توليد المعنى.
والاختيار هو: استخدام لفظ ما، لدقته في التعبير عن المعنى المراد بدلا عن لفظ آخر يقتضيه السياق. وعليه فإن البحث سيكون على مقدمة ومبحثين، أما المقدمة ففيها بيان لأسباب اختيار الموضوع، وبيان لأهميته. وأمّا المبحث الأول الأول منها فكان تحت عنوان: ديناميكية الصيغة، والثاني تحت عنوان : ديناميكية الحركة.
فالقرآن الكريم جاء ليستخدم الحروف والألفاظ نفسها التي يستخدمها البشر في التعبير عن المعاني التي تدور بخواطرهم، لكنه جاء بدقة متناهية في اختيار الألفاظ التي يستخدمها في التعبير عن المعاني المرادة، وما ذلك إلا لأن قائله هو الله سبحانه وتعالى الذي خلق البشر والكون كله، وكانت بلاغة البشر على قدر علمهم بمقتضى حال المخاطب، وعلم البشر بأحوال المخاطبين محدود أما علم الله بخلقه فلا حد له، ومن هنا استمد القرآن بلاغته. أي إنّ القرآن الكريم جاء بحروف وألفاظ العربية نفسها، إلاّ أنه جاء بأسلوب لم يكن مألوفا في النظم العربي من خلال اختياره للألفاظ اختياراً يكاد يكون خاصاً به، ومنفردا به عن الأساليب جميعاً .
|
|
|
|
|
|