|
|
المحتويات |
|
|
|
|
Vol.2 المجلد الثانى
>
العدد السادس ٣١ - ٨ - ٢٠١٧ |
|
|
|
|
|
|
إدوارد سعيد: الثقافة والأرضية المشتركة |
|
PP: 0 |
|
Author(s) |
|
أ.د. إسماعيل نوري الربيعي,
|
|
Abstract |
|
إدوارد سعيد بتكوينه الثقافي الرصين، و عمق تجربته الإنسانية. استطاع أن يحتل مكانة مرموقة في الفكر الإنساني. عبر تمثله الدقيق للمناهج والنظريات الأدبية الحديثة. حتى قيض له الوقوف على منهجية علمية صارمة، استطاع من خلالها التأسيس لقراءة تقوم على التنوع و الاختلاف. بعد أن تطلع نحو تفكيك المسلمات و المقولات الجاهزة، و راح يحفر بعقل الناقد الجذري نحو توسيع افق القراءة. عقل توجه بكل ما يملك نحو ترصد مسار العلاقة الشائكة والمعقدة التي راحت تتشابك الدلالة فيها ما بين (المعرفة و الأيديولوجيا). و عبر مسار الترصد المنهجي المدقق كان الوقوف على المعطى المعرفي (الإبستمولوجي) النائي بنفسه عن الحلول الوهمية. ومن هنا تحديدا توجه سعيد نحو تحليل الخطاب الاستعماري، من خلال الكشف عن الممارسة الأيديولوجية الغربية الاستعمارية، تلك التي قامت على النهب المنظم، و السعي نحو تهميش الآخر ، عبر الترويج للسرديات الكبرى و، تلك التي تقوم على جملة من الأساطير و الإدعاءات مثل ؛ الشرقي الكسول المخادع المتخلف، بإزاء الغربي النبيل المتمدن صاحب رسالة تمدين العالم.
لم يكن الجهد المعرفي الذي بذله سعيد قد انصب على الإدانة أو الانخراط في تجليات جلد الذات. بقدر ما كان التوجه نحو تخصيب القراءة بفاعلية شديدة الدلالة، و التوجه نحو فرز و ترصد الأنساق الثقافية المضمرة لدى الغرب. و من هنا تحديدا كان سعيد قد وضع يده على نظرية (ما بعد الاستعمار) مسترشدا بالمزيد من القراءات و الطروحات الفكرية و النظرية التي اجترحها فوكو في الخطاب، وغرامشي في الهيمنة و ديريدا في التفكيك. مستعينا بقراءة نقدية معمقة تقوم على التوفيق الصارم بين الذاتي والموضوعي. والعناية الشديدة بالمراحل التاريخية باعتبار أن لكل مرحلة تاريخية نظامها و علاقاتها و أنساقها الخاصة. و العمل على التمييز الصارم بين المعرفة و الأيديولوجيا.
|
|
|
|
|
|