دخول تسجيل  
 
سياقات اللغة والدراسات البينية
An International Journal
  الرئيسية من نحن الأخبار المجلات المؤتمرات الكتب اتصل بنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المحتويات
 

Vol.2 المجلد الثانى > العدد السادس ٣١ - ٨ - ٢٠١٧

 
   

سيمياء الضوء بحث في خطاب المكفوفين

PP: 0
Author(s)
د. إبراهيم جابر علي,
Abstract
ينهض هذا البحث على طرح نظري يسعى نحو اكتشاف ملامح سميأة الضوء في خطاب المكفوفين. وهو كغيره من الأطروحات بدأ مرتكزا على عدة أسئلة تتخلص في: هل يمكن للضوء أن يكون موضوعا متماهيا معه، وهل في استطاعته أن يقدم الذات المبدعة إلى المتلقي مبرزا له أهواءها وإحساسها بالزمان والمكان وإدراكها لنزعات المحيطين بها ؟ بدا الطرح غريبا بادئ الأمر لأن المبدع/المكفوف محروم من الضوء ـ أصلا ــ مما قد يضعف ــ لدى بعض القراء ــ من التصور النقدي لهذا البحث، غير أن هذا الضعف مردود من وجهة سيميائية أصيلة وهي سيميائية المرئي؛ إذ إن الشكل السيميائي للضوء لا يتولَّد مما تراه ذات ممكنة بشكل فعلي ولا من خصائص العالم الطبيعي؛ «بل أن يظهر كبناء موضوعي بطريقة ما تتيح أصنافه التكوينية وصف آثار المعنى الناشئة عن التفاعلات الإشارية والصيغية والعاطفية بين النشاط الإدراكي ــــ الإبلاغي للذات وتبدُّل الطاقة». على حد تعبير جاك فونتاني في سيمياء المرئي. إن الذات الساردة في«الأيام» ـ وهو مجال التطبيق في هذا البحث ـ والتي قد حُرِمَت من الضوء منذ فترة مبكرة من حياتها تتماهى مع الضوء إلى أن أصبح عندها موضوعًا ترصد به أطوار حياتها الثلاثة: (القرية/الكُتَّاب ـ القاهرة/الأزهر ــ فرنسا/السوربون) رصدا دقيقا. وذلك على العكس من الأكمه الذي لم يرَ الضوء قط منذ وجوده في الحياة. ومن ثم فالقوة المتخيلة منه قد ارتسم فيها صور الأشياء من المرئيات على اختلاف أجناسها وأنواعها. وبذا يختلف هذا الطرح عن دراسات سابقة في إبداع العميان (/ المكفوفين) تلك التي جيشت كل طاقتها لإثبات أن الشاعر الأعمى قد قدم وصفا للطبيعة فائقا لوصف الشعراء المبصرين في بعض الأحيان. يرصد البحث في مهاده النظري عناصر سميأة الضوء، وهي عناصر لا تنفصل عن نظرية المقولات الثلاثة التي انطلقت منها بورس في درسه السيميائي، وأهم ملمح في هذه العناصر هو السيرورة، أي حالة امتداد الضوء وتطوره في حياة السارد؛ حيث بدأ شيئا محسوسا به ممثلا نوعا من الوعي الذي لا يستدعي أي تحليل وذلك في مرحلة تمتعه برؤية العالم(الأولانية)، وبفقده لهذه القدرة البصرية ينتقل الضوء من عنصر أولي إلى عنصر ثان، يحيل إليه هذا الأول، بل يثبت وجوده لدى الذات (الثانيانية)، فالقول بوجود ضوء معناها أنه يحدث إحساسا بالحرارة والقول بعدم وجوده يحدث إحساسا بالبرودة. أو إن القول بوجود ضوء يحدث بالاستماع لأصوات الجالسين أو الموجودين، والقول بعدم وجوده يحدث بالاستماع لأصوات الحيوانات والحشرات في غرفة الوقف. إن آثار الضوء في هذه المرحلة تنعكس على حواس اللمس والسمع والشم،وهي آثار فيزيائية صرفة. ومع تكيف السارد مع حالة عدم الرؤية في عالمه يصير بين الأول والثاني قانون ينظم العلاقة بينهما؛ إذ إنه لا يمكن للأول أن يحيل على الثاني إلا من خلال عنصر ثالث يربط بينهما ويضعهما في قانون علاقة (الثالثانية)، وهذا الثالث قد تكون لدى السارد من خبراته السابقة على العمى ومن ثقافته التي اكتسبها حال كونه متكيفا مع حالته. وفي الجانب التطبيقي يدرس البحث النقاط التالية: 1 ـ الضوء وفضاء التوتر. 2 ـ الضوء وفضاء الأهواء. 3 ـ الضوء وفضاء الشخصيات. 4 ـ الضوء وفضاء الزمان. 5 ـ الضوء وفضاء المكان.

  الرئيسية   من نحن   الأخبار   المجلات   المؤتمرات اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة لـ isci-academy.com